-
اللي عليه الدور يدخل ..
قالها المينوسي الأخضر و هو ينظر إلى إياد مطالبا إياه بالمرور من فتحة الجحر للدخول إلى الجحر الذي يحوي لجنة تحديد المدة ..
مر إياد إلى هذا الجحر ليجد نفسه أمام اللجنة وجها لوجه .. لم يفهم وقتها ما هو الشئ المفترض أن يفعله في هذه اللحظة قبل أن يسأله أقدم المينوسيين الجالسين :
-
اسمك .. مكانك في إيديوكال .. مكانك في إليارد ..
كانت اللجنة تتكون من خمسة من المينوسيين الواضح على هيئتهم أنهم من أقدم الكائنات المقيمة في مينوس إلا هذا الأخير المتمثل في هيئة إلياردي لم ير الحياة المينوسية من قبل .. و على الرغم من ذلك بدا من نظراته المريبة أنه أحد المينوسيين الخبثاء الذي يحكي عنهم الناس كثيرا بدون وجود معلومات محددة عنهم ..
-
إياد عمر إليفاك .. كوماتروإيديوكال .. أليجرو إليارد
أجاب إياد سؤال المينوسي سريعا ..
كان أقدم المينوسيين هو الوحيد الذي يوجه الأسئلة لإياد و من ثم يتوجه بالحديث للمينوسيين الأخرين في حين أن المينوسي المتمثل في شكل إلياردي كان هو الوحيد الذي لم يعرف إياد كيف يبدو و هو يتكلم حيث أنه لم يظهر له أي دور .. كل ما كان يفعله هي تلك النظرات المريبة .. تارة لإياد و تارة أخرى لجهاز أمامه يرسل إشارات ضوئية محددة ..
استمر المينوسي القديم في أسئلته ..
-
قوللي يا إياد .. انت عايز تكمل في مينوس ال7 سنين ؟
-
لا
-
ايه السبب طيب ؟ .. انت عارف المميزات اللي بياخدها اللي رايح 7 سنين عن اللي ال3 سنين
-
لو كان ده الكوكب اللي أنا عايز أبقى موجود فيه كان فيه طرق كتير أفضل من كده .. كان زماني على الأقل رحت مينوس مع الناس المهاجرة من الأول
-
بس في الحالة دي مش هينفع ترجع إليارد تاني ..
–يعني لو أنا عاجبني .. هبقى عايز أرجع إليارد ليه ؟
-
ماشي .. خلاص كده يا إياد .. ارجع الجحر اللي فات تاني
عاد إياد إلى الجحر مرة أخرى ليجد أحد المينوسيين في إنتظاره لتوجيهه إلى كيفية الخروج خارج المستعمرة ..
-
طيب أنا كده المفروض أعرف منين أنا قاعد قد ايه في مينوس ؟
قالها إياد للمينوسي الذي كان رده كالأتي :
-
هتروح تاني ألمارا كمان 30 يوم مينوسي و انت تعرف هناك ..
لم يتفوه إياد بكلمة أخرى متوجها إلى خارج المستعمرة و بمجرد خروجه إذ وجد أحد أصدقائه الإيديوكاليين الذين لم يرهم منذ سنوات ..
إياد : يااااه .. يعني معرفش عنك حاجة الفترة دي و ألاقيك هنا بالصدفة ؟
-
و الله كان نفسي نتقابل في مكان أحسن من كده
-
المهم .. انت بخير ؟
-
أيوه .. أنا ماشي في الإجراءات دي مؤقتا .. فيه طريقة كده بشوفها ممكن أخلع بيها من الحوار ده
-
تمام جدا .. ربنا معاك ..
-
بصراحة .. لو كنا في ظروف تانية و كان مينوس واخد الوضع الطبيعي اللي المفروض يكون عليه و المهمة الأساسية لوجود الكوكب ده كانت هي المهمة اللي الكوكب شغال عليها الأيام دي فعلا ماكنتش فكرت في كده .. بس اللي أنا شايفه غير كده خالص .. ده غير اني سألت ناس كتير في الموضوع ده و كله قال نفس الكلام .. يعني على الرغم من ان سرية العمل على الكوكب ملزمة و ان الطبيعي انك ماتعرفش حاجة عن الأسلوب اللي شغالين بيه على الكوكب إلا ان النتايج دايما بتبقى واضحة .. و بما ان النتايج بتثبت ان الكوكب مش ماشي في مساره الصحيح يبقى أكيد أسلوب العمل هو اللي بيحيده عن مساره ..
-
قصدك ايه ؟؟ نتايج ايه يعني ؟
-
يعني المفروض ان الكوكب ده دوره الأساسي حماية كائنات إليارد كلها .. و على الرغم من كده كائنات معينة بس هي اللي بتحظى بالحماية دي .. على الرغم من ان الكائنات دي هي أكتر الكائنات وحشية في إليارد …
-
بصراحة ده اللي مخليهم يزودوا في وحشيتهم يوم بعد يوم .. يعني الأول ماكانوش بالبجاحة دي ..
-
يعني انت معايا في ان اللي أنا بعمله صح ..
-
أكيد طبعا .. أنا لو أخدت نفس الفرصة كنت عملت كده .. هو أكيد طبعا مينوس ككوكب لابد من وجوده و من غيره ممكن المجره كلها تتلاشى .. بس لازم يبقى فيه حاجة ترجعه للمسار الصحيح بتاعه
-
مين عارف ؟ .. ممكن تيجي حاجة قريب تصلح كل ده ..
-
ممكن ..
انتهى الحديث بينهم فيما استمر إياد في التفكير .. الذهاب إلى كوكب مينوس في ظاهره شئ مشرف جدا .. و لكنه لم يعد كذلك .. حتى أنه من يستطيع الإفلات من الذهاب إلى هناك بات يحتفل مع أهله و أصدقائه بذلك .. أي أن ضرر الذهاب إلى هناك متفق عليه من الجميع ..
و لكن كيف ذلك و قد عرف عن سكان إليارد على مر العصور أنهم سباقون للذهاب إلى هناك .. ما الجديد ؟ .. أتغيرت النفوس أم تغير الكوكب ؟ .. لم تتغير النفوس .. و الدليل أن الأهل ممن كانوا يذهبون إلى مينوس بعزة و فخر هم نفس الكائنات التي تحتفل بعدم إختيار ذويهم للذهاب إلى هناك ..
إذا فالخلل ليس في النفوس .. الخلل في التغيرات التي طرأت على الكوكب ..
فلا بد من تغيير .. يوما ما سيأتي التغيير .. حتما
و بعد 30 يوم مينوسي .. ذهب إياد ليعرف كم من عمره سيضيع في مينوس .. و وجد أنه لن يطيل المكوث أكثر من 3 سنوات مينوسية .. فحمد الله و دعاه أن يجد نفعا في هذه المده ..
وبينما كان في ألمارا .. اكتشف أن صديقه عادل سيكون من ضمن المصاحبين في هذه الرحلة .. و كان ذلك هو مصدر سعادته لذلك اليوم ..
إذا .. فكل شئ بات واضحا الأن .. فإياد الأن لا يملك فعل أي شئ إلا ما سيملى عليه من الكائنات المينوسية .. لا يملك أية خيارات ..
لمدة ثلاث سنوات مينوسية